الكيان الغاصب، لو كان قادراً على حسم حربه، لما استنجد بأمريكا لتفتح له أبواب الضغط السياسي والاقتصادي، ولما حاول أن يتسلّل من ممرّ الدولة والحكومة إلى أعماق هذا الوطن. إنّ سلاح المقـاومة، ما زال شوكة في حلقه، وصوتها العالي يذكّره أنّ أيّ مواجهة واسعة لن تكون إلّا بداية خسارته الكبرى، إذ تنهمر الصـواريخ عليه كما المطر، وتزلزل داخله.
أمّا تلك الجماعات السوداء التي حاولت أن تنسج لنفسها راية ودولة، فهي ظلّ هشّ، يحتاج عقداً من الزمن كي يرسّخ أقدامه في أرضه، فكيف له أن يمدّ أنيابه إلى لبنان؟ وإذا كان جيش الاحتلال بقدراته الحديدية لم يقدر على التوغّل في أرض الجنوب، فهل لهذه الجماعات أن تفعل ما عجز عنه الحديد والنار بوجود رجال الله؟
وفي قلب القرى والمخيمات، تتكاثر التجمعات الهائمة، لكنّها كغبار الصيف، تذروه ريح التعبئة المخلصة المنتشرة في كل جغرافيا المقـاومة. جموعٌ تُستأصل في لحظات، ما دامت هناك صدورٌ مؤمنة، وأحزابٌ تحرس الأرض بوعيها ودمائها.
أمّا الذين تماهوا مع الأعداء، وتاجروا بوجع اللبناني، فما هم إلّا جزر صغيرة، تحاصرها أمواج المقـاومة من كل صوب. لا قدرة لهم على الصمود في وجه طوفان السـلاح والإيمان، ولا مكان لهم في أرضٍ نذرت نفسها حرّة.
والجيش، بصفته ضامناً لوحدة لبنان، لا يفتح سيفه على شعبه، بل يبقى ركناً صامتاً في معادلة الوطن. والحكومة، بضعفها وحساباتها، لا تجرؤ على مواجهة شعب المقـاومة. وإن كان لا بدّ من معركةٍ، فإنّها لن تكون سوى جسرٍ تمهّد به المقـاومة لتطهير لبنان من كل خصومها، وتثبيت سلطانها على كامل الجغرافيا.
الخلاصة أنّ المقـاومة ليست مجرّد سلاح، بل روح شعب، وصوت وعي، ودمع أمٍّ صابرة، وعرق عاملٍ يكدّ، وأمل طفلٍ يتطلع إلى غدٍ حرّ. هي يقينٌ لا يتزعزع، وشعبيةٌ لا تنكسر، وجيشٌ للوطن يحرس ظهرها، وسماءٌ تظلّلها بالثبات.
فلا خوف على لبنان ما دامت فيه جذورٌ تشرب من دم الشـهداء، وما دام فيه وعيٌ يصقل الحديد إلى إيمان، وما دام فيه شعبٌ يهتف: هنا أرض لا تركع، وهنا وطن لا يُباع.
ومع كل يومٍ جديد، لنُصبِّح الوطن بقول: صباح الخير يا وطني، صباح النور لجيشه وشعبه ومقـاومته، صباح الإيمان واليقين والثبات!
✏️بقلم الجريح م. س.